ان الزهد هو ثالث مقام من مقامات الصوفية وهو التخلي عن كل ما هو غريزي وخاصة فيما هو مسيء أو غامض. وهناك ثلاث مراتب للزهاد: الأولى هم من لا يشعر بحاجة لامتلاك ماديات أرضية ولا يحزن عندما يخسرها. الثانية هم من خبروا التخلي عن الماديات مما يجعلهم يكتشفون الصالح الحقيقي للنفس ومثل مدح الأخرين، الشرف والإطمئنان. والثالثة هم من يتخلون عن الزهد نفسه والتخلي عن فكرة العمل الصالح طمعا بالجنة أو خوفا من النار. (المصدر: ويكيبيديا)
الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال، وهو عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف أو كما قال سفيان الثوري – – الزهد في الدنيا قصر الأمل. والمُزْهدُ: القليل المال، والقليل الشيء، وإنما سُمِّي مُزْهدًا لأن ما عِنْدَه يُزْهَد فيه ويقال رَجل زَهيد العين إذا كان يُقنعُه القليلُ، ورغيب العين إذا كان لا يُقنعهُ إلا الكثير.
“عشرة أبواب من الزهد يسمى الرجل فيها زاهداً اذا فعلها، فاذا خالفها سمي متزهداً، والمتزهد الذي يتشبه بالزهاد في رؤيته وسمعته وخشوغه وقوله، ومدخله ومخرجه، ومطعمه وملبسه، ومركبه، وفعله وحرصه، وحب الدنيا يشهد عليه بخلافه، ترى رضاه رضا الراغبين، وبساطة في كلامه وعجلته بساط الراغبين، وحسده وبغيه، وتطاوله وكبره، وفخره وسوء خلقه، وحفا لسانه وطول خوضه فيما لا يعنيه يدل على نفاق المتزهد، لا على خشوع الزاهد، فاحذر من هذه الصفة.
واذا وجدت فيمن يزعم أنه زاهد هذه الخصال التي اصفها لك، فارج أن يكون في بعض طريق الزهاد.
اذا اسرته حسنة وساءته سيئة، وكره أن يحمد بما لم يفعل من البر، فأما اذا لم يفعل يكرهه كما يكره لحم الخنزير والميتة والدم.
واذا عرف هذه الخصال صرف فيها نهاره وساعاته وليلته وساعاتها، نقص أمله وطال غمه بما أمامه، فاذا شغل نفسه بغير ما خلق له طال حزنه، وعلم أنه مفتون، وترك من شغله عن الطاعة في تلك الساعة، فبهذا يجدون حلاوة الزهد، وبه يحترزون من حزب الشيطان.
وان ذكر الله عندهم احلى من العسل، وأبرد من البرد، وأشفى من المادء العذب الصافي عند العطشان في اليوم الصائف.
وتكون مجالستهم مع من يصف لهم الزهاد ويعظهم أحب اليهم وأشهى عندهم ممكن يعطيهم الدنانير والدراهم عند الحاجة وذلك بقلوبهم ولا بألسنتهم.
وأن يخلو أحدهم بالبكاء على ذنوبه وعلى الخوف الشديد أن لا يقبل منه ما يعمل ويظهر للناس من التبسم والنشاط كأنه ذو رغبة لا ذو رهبة.
وأن لا يحدث نفسه انه خير من أحد من أهل قبلته.
وأن يعرف ذنوبة ولا يعرف ذتوب غيره، فاذا كانت فيه هذه الابواب العشرة كان في طريق الزهاد، فأرجو أن يسلكه ان شاء الله.
وسبعة ابواب تتلو هذه الأبواب.
التواضع لله بالقلب لا بالتصنع.
والخضوع للحق طوعاً لا بالاضطرار.
وحسن المعاشرة مع من ابتلي بمعاشرتهم لا لرغبة فيما عندهم.
والهرب من المنكبين على الدنيا كهرب الحمار من البيطار، والنفور عنها كنفور الحمار من زئير السبع.
وطلب العافية من كل ما يخاف عقابه ولا يرجو ثوابه.
ومجالسة البكائين على الذنوب، والرحمة لنفسه ولأنفسهم.
ومخاطبة العالمين بظاهره لا بقلبه.
ولا يتخوف من الكائن بعد الموت والأهوال والشدائد، فاذا فعل ذلك سلك طريق الزهاد ونال أفضل العبادة. (من كتاب مدخل الى التصوف الاسلامي-الأستاذ الدكتور عزمي طه السيد أحمد)