الرئيسيةالصوفية الاسلاميةعبدالقادر الجيلاني

عبدالقادر الجيلاني

عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الكيلاني (470 – 561 هـ)، هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، يعرف ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، ويعرف أيضا ب”سلطان الأولياء”، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي، لقبه أتباعه بـ”باز الله الأشهب” و”تاج العارفين” و”محيي الدين” و”قطب بغداد”. وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية.

كان عبد القادر الجيلاني قد نال قسطاً من علوم الشريعة في حداثة سنه على أيدي أفراد من أسرته، ولمتابعة طلبه للعلم رحل إلى بغداد ودخلها سنة 488 هـ الموافق 1095م وعمره ثمانية عشر عاماً في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله. وبعد أن استقر في بغداد انتسب إلى مدرسة الشيخ أبو سعيد المخرمي التي كانت تقع في حارة باب الأزج، في أقصى الشرق من جانب الرصافة، وتسمى الآن محلة باب الشيخ.

وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني إلى بغداد تسوده الفوضى التي عمت كافة أنحاء الدولة العباسية، حيث كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام، وقد تمكنوا من الاستيلاء على أنطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلقا كثيرا من المسلمين ونهبوا أموالاً كثيرة. وكان السلطان التركي “بركياروق” قد زحف بجيش كبير يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره “ابن جهير” فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي “محمد بن ملكشاه” ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجالا، وكلما انتصر احدهما على الآخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة.

وكانت فرقة الباطنية قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبير من أمراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشاً كبيراً سار به إلى إيران فحاصر قلعة “أصفهان” التي كانت مقراً لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين، وكان “صدقة بن مزيد” من أمراء بني مزيد من قبيلة بني أسد قد خرج بجيش من العرب والأكراد يريد الاستيلاء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السلاجقة فتغلب عليه. وكان المجرمون وغيرهم من العاطلين والأشقياء ينتهزون فرصة انشغال السلاطين بالقتال فيعبثون بالأمن في المدن يقتلون الناس ويسلبون أموالهم فإذا عاد السلاطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين.

منهجه في التربية:

يضع عبد القادر الجيلاني لتحقيق ذلك ، بالاتصاف بصفات أساسها المجاهدة ، والتحلي باعمال عشرة هي :

  • لا يحلف المتعلم بالله عز وجل صادقا ولا كاذبا ، عامدا ولا ساهيا ؛ لأنه إذا احكم ذلك من نفسه ، دفعه ذلك إلى ترك الحلف بالكلية ، وبذلك يفتح الله له بابا من أنواره يدرك أثره في قلبه ، ويمنحه الرفعة والثبات والكرامة عند الخلق .
  • أن يجتنب المتعلم الكذب هازلا أو جادا ؛ فإذا اعتاد ذلك شرح الله صدره ، وصفا علمه ، وصار حاله كله صدق وظهر أثر ذلك عليه .
  • أن يفي بما يعد ، وأن يعمل على ترك الوعد أصلا ؛ لأن ذلك أضمن له من الوقوع في الحلف والكذب ؛ فإذا فعل ذلك ، فتح له باب السخاء ، ودرجة الحياء ، وأعطي مودة في الصادقين .
  • أن يجتنب لعن أي شيء من الخلق ، وإيذاء ذرة فما فوقها ؛ فذلك من أخلاق الأبرار والصديقين ، لأن ثمرة ذلك حفظه من مصارع الهلاك ، والسلامة ، ويورث رحمة العباد ، مع ما يهبه الله من رفيع الدرجات .
  • أن يجتنب الدعاء على أحد ، وإن ظلمه فلا يقطعه بلسانه ، ولا يقابله بقول أو فعل ؛ فإن فعل ذلك وجعله من جملة آدابه ارتفع في عين الله ، ونال محبة الخلق جميعا .
  • أن لا يشهد على أحد من أهل القبلة بشرك ، أو كفر ، أو نفاق ، فذلك أقرب للرحمة ، وأقرب لأخلاق السنة ، وأبعد من ادعاء العلم ، وأقرب إلى رضا الله ، وهو باب شريف يورث العبد رحمة الخلق أجمعين .
  • أن يجتنب النظر إلى المعاصي ، وأن يكف جوارحه عنها ، لأن ذلك مما يسرع في ترقية النفس إلى مقامات أعلى ، ويؤدي إلى سهولة استعمال الجوارح في الطاعة .
  • أن يجتنب الاعتماد على الخلق في حاجة صغرت أو كبرت ؛ فإن ذلك تمام العزة للعابدين ، وشرف المتقين ، وبه يقوى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويستغني بالله ، ويثق بعطائه ، ويكون الخلق عنده في الحق سواء ، وذلك أقرب إلى باب الإخلاص .
  • أن يقطع طمعه من الآدميين ، فذاك الغنى الخالص ، والعز الأكبر ، والتوكل الصحيح ؛ فهو باب من أبواب الزهد ، وبه ينال الورع .
  • التواضع ، وبه تعلو المنزلة ؛ فهو خصلة أصل الاخلاق كلها ، وبه يدرك العبد منازل الصالحين الراضين عن الله في السراء والضراء ، وهو كمال التقوى .

قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في القصيدة العينية:

وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا         إلى شيخٍ في الحقيقة بـارع
فـقـم في رضـاه واتبع مراده      ودع كل ما من قبل كنت تسارع
ولا تعترض فيما جهلت من أمره عليه فـإن الاعتراض تــنازع
ففي قصة الخضر الكريم كــفاية بقتل غلام والكـــليم يدافع
فلما أضاء الصبح عن ليل سـره  وسـل حساماً للغياهب قاطـع
أقام له العذر الكـليم وإنهكـذلك علم القوم فيه بدائع

لقد أسس الإمام الجيلاني طريقته وفق الكتاب والسنة ووضع لها ضوابط شرعية حتى لا يكثر الشطط والنقصان والتغيير والابتداع ويدعي المشيخة من يقدر ومن لا يقدر ومن يعلم ومن لا يعلم. فوضع الشيخ ضوابط وشروط ينبغي أن تتوفر بالشيخ المرشد الذي يتصدر للإرشاد وهذه الشروط هي:

إذا لم يكن للشيخ خمـس فوائـد    وإلا فدجـالٌ يقــود إلى جهل
عليم بأحكام الشريعة ظـــاهراً    ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل
ويظهر للورَّادِ بالبشر والقــرى   و يخضع للمسكين بالقـول والفعل
فهذا هو الشيخ المعظم قـــدره    عليم بأحكام الحـرام من الحــل
يهذب طـلاب الطــريق ونفسه    مهذبـة من قبل ذو كـرم كلـي

صنف عبد القادر الجيلاني مصنفات كثيرة في الأصول والفروع وفي أهل الأحوال والحقائق والتصوف، منها ما هو مطبوع ومنها مخطوط ومنها مصوّر ،وفيها المنسوب ، وترجمت أغلب مؤلفاته إلى اللغات العالمية ولا سيما اللغة الإنجليزية بواسطة (مختار هولاند 1935_2010) منها:

  • إغاثة العارفين وغاية منى الواصلين.
  • أوراد الجيلاني.
  • آداب السلوك والتوصل إلى منازل السلوك.
  • تحفة المتقين وسبيل العارفين.
  • جلاء الخاطر.
  • حزب الرجاء والانتهاء.
  • الحزب الكبير.
  • دعاء البسملة.
  • الرسالة الغوثية: موجود منها نسخة في مكتبة الأوقاف ببغداد.
  • رسالة في الأسماء العظيمة للطريق إلى الله.
  • الغُنية لطالبي طريق الحق: وهو من أشهر كتبه في الأخلاق والآداب الإسلامية وهو جزءان.
  • الفتح الرباني والفيض الرحماني: وهو من كتبه المشهورة وهو عبارة عن مجالس للشيوخ في الوعظ والإرشاد.
  • فتوح الغيب : وهو عبارة عن مقالات للشيخ في العقائد والإرشاد ويتألف من 78 مقالة.
  • الفيوضات الربانية: وهكذا الكتاب ليس له ولكنه يحتوي الكثير من أوراده وأدعيته وأحزابه.
  • معراج لطيف المعاني.
  • يواقيت الحكم.
  • سر الأسرار في التصوف: وهو كتاب معروف وتوجد نسخة منه في المكتبة القادرية ببغداد وفي مكتبة جامعة إسطنبول.
  • الطريق إلى الله: كتاب عن الخلوة والبيعة والأسماء السبعة.
  • رسائل الشيخ عبد القادر: 15 رسالة مترجمة للفارسية يوجد نسخة في مكتبة جامعة إسطنبول .
  • المواهب الرحمانية: ذكره صاحب روضات الجنات.
  • حزب عبد القادر الجيلاني: مخطوط توجد نسخة منه في مكتبة الأوقاف ببغداد.
  • تنبيه الغبي إلى رؤية النبي: نسخة مخطوطة بمكتبة الفاتيكان بروما.
  • الرد على الرافضة: منسوب له وهو لمحمد بن وهب نسخة مخطوطة في المكتبة القادرية ببغداد.
  • وصايا الشيخ عبد القادر: موجود في مكتبة فيض الله مراد تحت رقم 251.
  • بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب الباز الأشهب: مواعظ للشيخ جمعها نور الدين أبو الحسن علي بن يوسف اللخمي الشطنوفي.
  • تفسير الجيلاني: مخطوط في مكتبة رشيد كرامي في طرابلس الشام .
  • الدلائل القادرية.
  • الحديقة المصطفوية: مطبوعة بالفارسية والأردية.
  • الحجة البيضاء.
  • عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين.
  • بشائر الخيرات.
  • ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
  • كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة.
  • المختصر في علم الدين.
  • مجموعة خطب .

المصدر: ويكيبيديا

ومن أشعاره:

«وَلَما صَفَا قَلْبى وَطَاَبتْ سَرِيرَتِى/ وَنَادَمَنِى صَحْوى بِفَتْحِ الْبَصِيرة/ شَهِدْتُ بِأَنَّ الله مَوْلَى الْوِلاَيَة/ وَقَدْ مَنَّ بِالتَّصْرِيفِ فِى كُلِّ حَالَةِ»

«وَقَفْتُ بِبَابِ اللهِ وَحْدِى مُوَحِّدَاً/ وَنُودِيتُ يَا جِيلاَنِى ادْخُلْ لِحَضْرتِى/ وَنُوديتُ يَا جِيلاَنِى ادْخُلْ وَلا تَخفْ/ عُطيتُ اللوا مِنْ قَبْلِ أَهْلِ الحَقِيقَةِ».

«أَنَا كُنْتُ مَعْ نُوْحٍ أُشَاهِدُ فِى الْوَرَى/ بِحَاراً وَطُوقَاناً عَلَى كَفِّ قُدْرَتى/ وَكُنْتُ وَإِبْراهِيمَ مُلْقَىً بِنَارِه/ وَمَا بَرَّدَ النِّيرانَ إِلاَّ بدَعْوَتِى/ وَكُنْتُ وَمُوسَى فِى مُنَاجَاةِ رَبِّهِ/ وَمُوسَى عَصَاهُ مِنْ عَصَاى اسْتَمَدَّتِ/ وَكُنْتُ مَعَ أيِّوبَ فى زَمَنِ الْبَلا/ وَمَا بَرِئَتْ بَلْوَاهُ إلاَّ بِدَعْوَتِى»

رُفِعْتُ عَلَى مَنْ يَدَّعِى الْحُبَّ فِى الْوَرَى/ فَقَرَّبَنى الْمَوْلَى وَفُزْتُ بِنَظْرَةِ/ وَجَالَتْ خُيُولِى فِى الأَرَاضِى جَمِعَها/ وَزُفَّتْ لِى الْكَاسَاتُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةِ/ وَدُقَّتْ لِى الْرَايَاتُ فِى الأَرْضِ وَالسَّمَا/ وَأَهْلُ السَّمَا والأَرْضِ تَعْلَمُ سَطْوتِى»

وَأَوْصِيكُمُو كَسْرَ النُّفُوسِ فإِنَّها/ مَرَاتِبُ عِزِّ عِنْدَ أَهْلِ الطَّرِيقَةِ/ وَمَنْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِتَكَبُّر/تَجِدْهُ صَغِيراً فى عُيُونِ الأَقِلَّةِ/ وَمَنْ كَانَ فِى حَالاتِهِ مُتَواضِعَاً/ مَعَ اللهِ عَزَّتْهُ جَميعُ الْبَرِيَّةِ»